طال الفراقُ حبيبتي
فظاق بيَ العمرُ
كواني الشوقُ حتى
مات في أحشائيَ الصبرُ
اصيحُ ومن في الدارِ يسمعني
سوى الجدران والحجرُ
فأبكي دماً من وحدتي
كابكاءِ شاةٍ جائه النحرُ
عيني ما جفت مدامعها
تصُب على الخدينِ جمرُ
والليلُ سهرانٌ في مكاحلها
وديكُ الفجر مات في صوتهِ
الفجرُ
امشي تائه الأقدامِ
في دربي
كأنني السكران اضاعهُ السكرُ
خمرٌ هذا الفراقُ سيدتي
كم يكرهُني الخمرُ وآهً
أيا وجهاً كان يبصرُني
كأنه البدرُ
أيا وجهاً كان يعانقني
أن مسني القهرُ
أيا وجهاً كان يعاهدُني
أن خانني الدهرُ
إلى أين هربتَ وتركتني
شاخص الأحداق والبصرُ
حدائقُ المدينةٍ عنكَ تسألني
وصاح فيٍ الزهرُ
اينسى النحلُ رحيقهُ
والعطرُ طار من بعدك العطرُ
ماذا فعلت بنا
تركتنا كاليتامى
طريقنا المرُ
ماذا اقولُ لكِ
وأنا من بعُدكِ
كأنني القبرُ
ينامُ في احشائهِ النثرُ
ماذا اخط ُ لكِ
وقد جف في أقلمي الحبرُ
وماذا سأذيعُ لكِ
وأنا حين اضُعتكِ
ضاع من بعدُكِ الشعرُ